أدب الكلام مع الله
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- عبد الودودباحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
- عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014
الحمد لله الماجد المجيد المحصى المبدئ المعيد الجليل الرقيب
خلق الإنسان علمه البيان ووسعه برحمته وأغدق عليه من نعمائه فأعطاه ما يتمنى وفوق المنى وهذا كله مع مبارزته له بالعصيان فسبحانه من حليم كريم رحمن
وصلى الله وسلم وبارك على من أرسله رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما خط كاتب بحرف وما دارت بالأذهان معانٍ
وبعد فقد قال الأفاضل من علمائنا أن الله تعالى خلق الشر ولا يتصف به ولا يفعله ولا يُنسب إليه إلا من حيث أنه مُقدره على من يستحق من العبيد عدلا منه
ولتوضيح أنه إذا وقع فى الكون شر فيجب ألا يُنسب إليه تعالى تأدبا فإننا نذكر أمثلة من كتاب الله :
ففى سورة الكهف :
عندما فسر الخضر ما كان غامضا عن موسى عليه السلام من أحداث وقعت فى طريقهما قال :
أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا " آية 79سورةو الكهف ..
فنسب ما أحدثه بها من عيب لنفسه
وبعدما قتل الغلام قال مُبررا قتله : فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة واقرب رحما" آية 81 الكهف
وقوله فأردنا قال عنه العلماء أن ذلك يعنى أن القتل أمرٌ لا ينفرد به انسان ولذلك قال فأردنا ولم يقل فأردت ..وهو هنا نسب القتل لنفسه ولم ينسبه لله تعالى مع أنه بأمره وقضائه
وعندما أقام الجدار قال : فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما .." 82 الكهف
فقد نسب إقامة الجدار وإصلاحه لله تعالى ولم ينسبه لنفسه تأدبا منه مع ربه بينما نسب ما كان ظاهره شرا إلى نفسه وقد سبق
ثم قال فى نهاية اللقاء : وما فعلته عن أمرى " أى أن كل ما فعلته كان من أمر الله
وجميعه كان فى مصلحة العباد وإن كان فى ظاهره شرا..
سورة تبارك :
قال تعالى
أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ( 16 )
أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير ( 17)
فقد نسب تعالى الخسف والحصب الذى يُنزله بالكافرين نسبه إلى الملائكة أو إلى جبريل ولم ينسبه لنفسه مع أنه هو القاضى به .. وهذا هو القول المعتمد من أقوال أهل التنزيه من الأشاعرة الذين ينزهون الله تعالى عن التواجد فى الأماكن والتى هى من صفات المخلوقين
أما من يقولون أن الله هو الذى فى السماء من متبعى السلف فنقول إذا كان الله هو الفاعل كما يقولون فإن الله تعالى لم يذكر نفسه صريحا أيضا وإنما أشار إلى نفسه تعالى بقوله " من فى السماء "
ويقول تعالى "
أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شىء بصير "الملك آية (19)
وهو هنا نسب تعالى عملا من أعمال الرحمة إليه مباشرة ولم ينسبه إلى الملائكة أو الرياح
وهذا هو الحق
وفى سورة الجن
يقول تعالى على لسان الجن المؤمنين عندما تعجبوا من هذه الشهب التى صارت تمطر الأرض بعد أن لم تكن :
وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا " الآية 10 من سورة الجن
وهم هنا أشاروا بالمبنى للمجهول إلى الشر الذى يظنونه بأهل الأرض فقالوا: أشر أُريد بمن فى الأرض .. بينما أشاروا صريحا للخير الذى قد يحل بأهل الأرض ونسبوه لله تعالى فقالوا : أم أراد بهم ربهم رشدا ..فسبحان من علم الجن حسن الأدب مع الله..
وبالله تعالى التوفيق
خلق الإنسان علمه البيان ووسعه برحمته وأغدق عليه من نعمائه فأعطاه ما يتمنى وفوق المنى وهذا كله مع مبارزته له بالعصيان فسبحانه من حليم كريم رحمن
وصلى الله وسلم وبارك على من أرسله رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما خط كاتب بحرف وما دارت بالأذهان معانٍ
وبعد فقد قال الأفاضل من علمائنا أن الله تعالى خلق الشر ولا يتصف به ولا يفعله ولا يُنسب إليه إلا من حيث أنه مُقدره على من يستحق من العبيد عدلا منه
ولتوضيح أنه إذا وقع فى الكون شر فيجب ألا يُنسب إليه تعالى تأدبا فإننا نذكر أمثلة من كتاب الله :
ففى سورة الكهف :
عندما فسر الخضر ما كان غامضا عن موسى عليه السلام من أحداث وقعت فى طريقهما قال :
أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا " آية 79سورةو الكهف ..
فنسب ما أحدثه بها من عيب لنفسه
وبعدما قتل الغلام قال مُبررا قتله : فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة واقرب رحما" آية 81 الكهف
وقوله فأردنا قال عنه العلماء أن ذلك يعنى أن القتل أمرٌ لا ينفرد به انسان ولذلك قال فأردنا ولم يقل فأردت ..وهو هنا نسب القتل لنفسه ولم ينسبه لله تعالى مع أنه بأمره وقضائه
وعندما أقام الجدار قال : فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما .." 82 الكهف
فقد نسب إقامة الجدار وإصلاحه لله تعالى ولم ينسبه لنفسه تأدبا منه مع ربه بينما نسب ما كان ظاهره شرا إلى نفسه وقد سبق
ثم قال فى نهاية اللقاء : وما فعلته عن أمرى " أى أن كل ما فعلته كان من أمر الله
وجميعه كان فى مصلحة العباد وإن كان فى ظاهره شرا..
سورة تبارك :
قال تعالى
أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ( 16 )
أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير ( 17)
فقد نسب تعالى الخسف والحصب الذى يُنزله بالكافرين نسبه إلى الملائكة أو إلى جبريل ولم ينسبه لنفسه مع أنه هو القاضى به .. وهذا هو القول المعتمد من أقوال أهل التنزيه من الأشاعرة الذين ينزهون الله تعالى عن التواجد فى الأماكن والتى هى من صفات المخلوقين
أما من يقولون أن الله هو الذى فى السماء من متبعى السلف فنقول إذا كان الله هو الفاعل كما يقولون فإن الله تعالى لم يذكر نفسه صريحا أيضا وإنما أشار إلى نفسه تعالى بقوله " من فى السماء "
ويقول تعالى "
أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شىء بصير "الملك آية (19)
وهو هنا نسب تعالى عملا من أعمال الرحمة إليه مباشرة ولم ينسبه إلى الملائكة أو الرياح
وهذا هو الحق
وفى سورة الجن
يقول تعالى على لسان الجن المؤمنين عندما تعجبوا من هذه الشهب التى صارت تمطر الأرض بعد أن لم تكن :
وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا " الآية 10 من سورة الجن
وهم هنا أشاروا بالمبنى للمجهول إلى الشر الذى يظنونه بأهل الأرض فقالوا: أشر أُريد بمن فى الأرض .. بينما أشاروا صريحا للخير الذى قد يحل بأهل الأرض ونسبوه لله تعالى فقالوا : أم أراد بهم ربهم رشدا ..فسبحان من علم الجن حسن الأدب مع الله..
وبالله تعالى التوفيق
- عبد الودودباحث علمي ـ بحث إشراف تنسيق مراقبة ـ الإدارة العلمية والبحوث جزاه الله خيرا
- عدد المساهمات : 526
تاريخ التسجيل : 03/07/2014
والنبى صلى الله عليه وسلم خير من تأدب مع مولاه ..
وليس أدل على ذلك ــ إن لم يكن هو الدليل الوحيد ــ من خاتمه صلى الله عليه وسلم
فقد جعله صلى الله عليه وسلم من ثلاثة أسطر السطر:
الأول مكتوب فيه الله
والثانى رسول
والثالث محمد وهذا مما يدل على أشد التعظيم لمولاه
وها هو ذا الخاتم
وليس أدل على ذلك ــ إن لم يكن هو الدليل الوحيد ــ من خاتمه صلى الله عليه وسلم
فقد جعله صلى الله عليه وسلم من ثلاثة أسطر السطر:
الأول مكتوب فيه الله
والثانى رسول
والثالث محمد وهذا مما يدل على أشد التعظيم لمولاه
وها هو ذا الخاتم
مواضيع مماثلة
» تفسير قوله تعالى (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) الأنفال 33
» عزوات رسول الله صل الله عليه وسلم كاملة
» ابتهال ( قد كفاني علم ربي .. من سؤالي واختياري ) من نظم العلامة الشيخ عبد الله بن علوي الحداد رحمه الله تعالى
» حب وحنين العلّامة الإمام الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
» مجلس رسول الله صل الله عليه وسلم
» عزوات رسول الله صل الله عليه وسلم كاملة
» ابتهال ( قد كفاني علم ربي .. من سؤالي واختياري ) من نظم العلامة الشيخ عبد الله بن علوي الحداد رحمه الله تعالى
» حب وحنين العلّامة الإمام الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
» مجلس رسول الله صل الله عليه وسلم
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى