دليل على عدم تكفير المخالف من المجسمة
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
كلاماً للإمام حجة الإسلام الغزالي عن مسألة التكفير يشفي الغليل ويوضح لنا المسألة.
قال في كتابه "الاقتصاد في الاعتقاد" تحت باب عنوانه " في بيان من يجب تكفيره من الفرق" ، قال بعد أن قرر أن مسألة التكفير مسألة فقهية ولا مجال لدليل العقل فيها ووضحها في كلام طويل:
"المرتبة الرابعة : المعتزلةُ والمشبهة والفرقُ كلها سوى الفلاسفة، وهم الذين يصدقون ولا يجوِّزون الكذب لمصلحة وغير مصلحة، ولا يشتغلون بالتعليل بمصلحة الكذب بل بالتأويل، ولكنهم مخطئون في التاويل؛ فهؤلاء أمرهم في محل الاجتهاد، والذي ينبغي ان يميلَ إليه المحصِّلُ إليه: الاحتراز من التكفير ما وجدَ إليه سبيلاً؛ فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة المصرِّحين بقول: (لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله) خطيرٌ، والخطأ في ترك ألفِ كافر في الحياة أهونُ من الخطإ في سفك محجمةٍ من دم مسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها.. فقد عصموا مني دماءهُم وأموالهم إلا بحقها).
وهذه الفرقُ ينقسمون إلى مسرفين وغلاة، وإلى مقتصدين بالإضافة إليهم.
ثم المجتهدُ الذي يرى تكفيرهم قد يكون ظنه في بعض المسائل وعلى بعض الفرق أظهر، وتفصيل آحاد المسائل يطول، ثم يثير الفتن والأحقاد؛ فإن أكثر الخائضين في هذا إنما يحرّكهم التعصب واتباع الهوى دون التصلب للدين.
ودليل المنع من تكفيرهم: أن الثابت عندنا بالنص تكفير المكذب للرسول، وهؤلاء ليسوا مكذبين أصلاً، ولم يثبت لنا أن الخطأ في التأويل موجب للتكفير، فلا بدّ من دليل عليه، وثبت أن العصمة مستفادة من قول: (لا إله إلا الله) قطعاً، فلا يرفع ذلك إلا بقاطع، وهذا القدر كافٍ في التنبيه على أن إسرافَ من بالغَ في التكفير ليس عن برهان، فإن البرهان إما أصلٌ، وإما قياس على أصل، والأصل هو التكذيب الصريح، ومن ليس بمكذبٍ .. فليس في معنى الكذّب أصلاً، فبقي تحت عموم العصمة بكلمة الشهاد." انتهى كلامه رضي الله عنه.
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى