تفسيرالوهابية لحديث " لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى يعبدوا الأوثان "
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- كاتبالاعضاء النشطاء
- عدد المساهمات : 35
تاريخ التسجيل : 07/05/2014
بسم الله الرحمن الرحيم
في حديث صححه الترمذي : (( لا تقومُ الساعةَ حتى تلحق قبائلٌ من أمّتي بالمشركينَ ، وحتى يُعْبَدَوا الأوثانُ ، وإنه سيكونُ في أمّتي ثلاثونَ كذابونَ كلّهم يزعم : أنه نبي ، وأنا خاتَمُ النبيينَ ، لا نبِيّ بعدي ))
فسر الوهابية - بخيالهم الواسع - عبادة الأوثان في هذا الحديث بمن يستغيثون بالصالحين والأولياء من الأموات. لكن "ما أسهل الدعوى وما أصعب الاثبات".
لن نجادلهم في مسمى العبادة ومفهومها لغة وشرعا، ولا في لفظة الأوثان ومعناها لغة، فهذا سيفتح الباب لنقاش طويل قد لا نخرج منه بشيء. ولكن سنتركهم مع أحاديث أخرى مفسرة لهذا المبهم.
ففي صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللاتُ وَالعُزَّى ". فَقَلْتُ: يَارَسُولَ اللهِ، إنْ كُنْتُ لأظُنُّ حِينَ أنْزَلَ اللهُ: {هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون} أنَّ ذَلِكَ تَاما. قَالَ: " إنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً. فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إيمَانٍ، فَيَبْقَى مَنْ لا خَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعُونَ إلى دِينِ آبَائهِمْ ".
فهل بقي من يعبد اللات والعزى في آخر الزمان أم المقصود هو الاخبار بما وقع من الردة في زمن أبي بكر الصديق ؟
هذا إخبار بعبادة حقيقية للأوثان كما كان في زمن الجاهلية بالضبط ولا يستقيم حمله على آخر الزمان لذهاب اللات والعزى، وبه يسقط حمل ما في الحديث الأول على معنى بعيد من غير دليل مرجح.
فإن رد متعصب بحديث صححه الألباني وهو في الجامع الصحيح : " لا يذهبُ الليلُ والنهارُ حتى تُعبَدَ اللَّاتُ والعُزَّى ، ثُمَّ يَبعثُ اللهُ رِيحًا طيِّبةً ، فيُتوَفَّى كلُّ مَنْ كان في قلبِهِ مِثقالُ حبةِ خردَلٍ من إيمانٍ ، فيَبقَى مَنْ لا خيرَ فيه ، فيرجِعونَ إلى دِينِ آبائِهِمْ"
وهذا حديث ظاهره عبادة اللات والعزى في آخر الزمان لوجود الربط بالحرف "ثم" المشعر بقرب الحدثين، فالرد عليه سهل لأن هذا الحديث ظاهر كونه مختصرا من قِبَل الراوي من حديث مسلم السابق كما لا يخفى. وحديث مسلم بما فيه من زيادة صحيحة وموضحة هو مقدم بلا خلاف على ما دونه صحة ووضوحا. ومعناه انتشار الاسلام لمدة طويلة ثم وقوع قبض أرواح المؤمنين وبقاء الأشرار الذين تقوم عليهم الساعة. وهذا كلام مستقل عن ذكر عبادة اللات والعزى لمجيئه في سياق آخر اقتضاه تفسير ما أشكل على ام المؤمنين رضي الله عنها.
فإن عاند متعصب وجعل ذكر الساعة في حديث الترمذي دليلا على وقوع الحدث في آخر الزمان بخلاف حديث مسلم الذي فيه ذهاب الليل والنهار المشعر بقرب الحدث من زمنه صلى الله عليه وسلم، فالرد عليه أن قوله صلى الله عليه وسلم " لاتقوم الساعة " قد يراد به آخر الزمان وقد يراد به أيضا مجرد التأكيد على وقوع الفعل لامحالة كنوع من أنواع التعبير السائد عند العرب.
ويدل على ذلك ما في صحيح البخاري : " لا تقومُ الساعةُ حتى يَكْثُرَ فيكمُ المالُ ، فيفيضَ ، حتى يُهِمَّ رَبَّ المالِ من يَقْبَلُ صدقتَهُ ، وحتى يعرِضَهُ ، فيقولَ الذي يعرضُهُ عليهِ : لا أَرَبَ لي ."
فهذا منطبق على زمن مضى وخصوصا زمن الخليفة العادل عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه لما كان الرجل يخرج صدقته فلا يجد من يأخذها. وهو تصديق ما في آخر الحديث من قوله " لا أَرَبَ لي ". بخلاف آخر الزمان الذي ورد انه يكثر فيه الحرص على الدنيا ولا تكاد تجد فيه من لا يقبل مالا معروضا، فلا يستقيم إذن حمل هذا الحديث على آخر الزمان لوجود تناقض.
وفي في صحيح مسلم أيضا :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أليَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ، حَوْلَ ذِى الخَلَصَةِ وَكَانَتْ صَنَمًا تَعْبُدُهَا دَوْسٌ فِى الجَاهِلِيَّةِ، بِتَبَالَةَ. "
قال النووي في شرح مسلم :
(( أَمَّا قَوْلُهُ أَلَيَاتُ فَبِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَاللَّامِ وَمَعْنَاهُ أعجازهن جمع ألية كجفنة وجفنات والمراد يضطر بن مِنَ الطَّوَافِ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ أَيْ يَكْفُرُونَ وَيَرْجِعُونَ إِلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ وَتَعْظِيمِهَا وَأَمَّا تَبَالَةُ فَبِمُثَنَّاةٍ فَوْقُ مَفْتُوحَةٌ ثُمَّ بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ مُخَفَّفَةٌ وَهِيَ مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ وَلَيْسَتْ تَبَالَةُ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ وَيُقَالُ أَهْوَنُ عَلَى الْحُجَّاجِ مِنْ تَبَالَةَ لِأَنَّ تِلْكَ بِالطَّائِفِ وَأَمَّا ذُو الْخَلَصَةِ فَبِفَتْحِ الْخَاءِ وَاللَّامِ هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ حَكَى الْقَاضِي فِيهِ فِي الشَّرْحِ وَالْمَشَارِقِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ أَحَدُهَا هَذَا وَالثَّانِي بِضَمِّ الْخَاءِ وَالثَّالِثُ بِفَتْحِ الْخَاءِ وَإِسْكَانِ اللَّامِ قَالُوا وَهُوَ بَيْتُ صَنَمٍ بِبِلَادِ دَوْسٍ.)) اهـ.
فهذا أيضا يدل على عبادة حقيقية للأصنام كحال الجاهلية بالضبط. ومن المستبعد تعلقه بآخر الزمان - رغم ذكر الساعة فيه - لتقدم الحضارة وانتشار وسائل التوعية التي فتحت عقول الناس أكثر فأكثر وأبعدتهم عن مثل ذلك التخلف العقلي السائد في عهد الجاهلية بشكل يستغرب معه أن يعبد الناس صنما في آخر الزمان كما في عهد الجاهلية، ناهيك عن ذكر الحديث لعبادة صنم بعينه من جملة أصنام الجاهلية يبعد بقاؤه إلى آخر الزمان.
ولا يقال إن البوذيين الان يعبدون الاصنام فهذا حال قوم درجوا على ذلك منذ القدم وتربوا عليه منذ الصغر حتى شربته عقولهم. بينما يتكلم الحديث عن تحول وانتقال جذري يصعب تصديقه في حق من لم يكن بوذيا أصلا.
والخلاصة : أن حمل عبادة الأوثان في حديث الترمذي على عبادة القبور من غير دليل مرجح، هو نوع من التحكم في النصوص بالهوى، وخصوصا مع وجود أدلة قوية لحمل ذلك على ما وقع في زمن الصحابة رضوان الله عليهم لمَّا كان جملة من ضعاف العقول والايمان على ما يكفي من التذبذب والتزلزل للرجوع إلى عاداتهم وعباداتهم القديمة بمجرد سماعهم لموت النبي صلى الله عليه وسلم.
فإن أبى الخصم إلا أن يرفض هذا الترجيح القوي عنادا، فلا يسعه بحال أن ينكر كونه من الاحتمالات المسقطة للإستدلال. طبقا للقاعدة الأصولية المعروفة " إذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال "
فليتق الله من يتجرأ على تفسير كلام النبي صلى الله عليه وسلم بالهوى والخيال بعيدا عن الدليل والمنطق الراجح. حتى لا يكون من جملة الكذابين عليه صلى الله عليه وسلم ولا يخفى ما في ذلك من وعيد شديد.
في حديث صححه الترمذي : (( لا تقومُ الساعةَ حتى تلحق قبائلٌ من أمّتي بالمشركينَ ، وحتى يُعْبَدَوا الأوثانُ ، وإنه سيكونُ في أمّتي ثلاثونَ كذابونَ كلّهم يزعم : أنه نبي ، وأنا خاتَمُ النبيينَ ، لا نبِيّ بعدي ))
فسر الوهابية - بخيالهم الواسع - عبادة الأوثان في هذا الحديث بمن يستغيثون بالصالحين والأولياء من الأموات. لكن "ما أسهل الدعوى وما أصعب الاثبات".
لن نجادلهم في مسمى العبادة ومفهومها لغة وشرعا، ولا في لفظة الأوثان ومعناها لغة، فهذا سيفتح الباب لنقاش طويل قد لا نخرج منه بشيء. ولكن سنتركهم مع أحاديث أخرى مفسرة لهذا المبهم.
ففي صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللاتُ وَالعُزَّى ". فَقَلْتُ: يَارَسُولَ اللهِ، إنْ كُنْتُ لأظُنُّ حِينَ أنْزَلَ اللهُ: {هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون} أنَّ ذَلِكَ تَاما. قَالَ: " إنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً. فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إيمَانٍ، فَيَبْقَى مَنْ لا خَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعُونَ إلى دِينِ آبَائهِمْ ".
فهل بقي من يعبد اللات والعزى في آخر الزمان أم المقصود هو الاخبار بما وقع من الردة في زمن أبي بكر الصديق ؟
هذا إخبار بعبادة حقيقية للأوثان كما كان في زمن الجاهلية بالضبط ولا يستقيم حمله على آخر الزمان لذهاب اللات والعزى، وبه يسقط حمل ما في الحديث الأول على معنى بعيد من غير دليل مرجح.
فإن رد متعصب بحديث صححه الألباني وهو في الجامع الصحيح : " لا يذهبُ الليلُ والنهارُ حتى تُعبَدَ اللَّاتُ والعُزَّى ، ثُمَّ يَبعثُ اللهُ رِيحًا طيِّبةً ، فيُتوَفَّى كلُّ مَنْ كان في قلبِهِ مِثقالُ حبةِ خردَلٍ من إيمانٍ ، فيَبقَى مَنْ لا خيرَ فيه ، فيرجِعونَ إلى دِينِ آبائِهِمْ"
وهذا حديث ظاهره عبادة اللات والعزى في آخر الزمان لوجود الربط بالحرف "ثم" المشعر بقرب الحدثين، فالرد عليه سهل لأن هذا الحديث ظاهر كونه مختصرا من قِبَل الراوي من حديث مسلم السابق كما لا يخفى. وحديث مسلم بما فيه من زيادة صحيحة وموضحة هو مقدم بلا خلاف على ما دونه صحة ووضوحا. ومعناه انتشار الاسلام لمدة طويلة ثم وقوع قبض أرواح المؤمنين وبقاء الأشرار الذين تقوم عليهم الساعة. وهذا كلام مستقل عن ذكر عبادة اللات والعزى لمجيئه في سياق آخر اقتضاه تفسير ما أشكل على ام المؤمنين رضي الله عنها.
فإن عاند متعصب وجعل ذكر الساعة في حديث الترمذي دليلا على وقوع الحدث في آخر الزمان بخلاف حديث مسلم الذي فيه ذهاب الليل والنهار المشعر بقرب الحدث من زمنه صلى الله عليه وسلم، فالرد عليه أن قوله صلى الله عليه وسلم " لاتقوم الساعة " قد يراد به آخر الزمان وقد يراد به أيضا مجرد التأكيد على وقوع الفعل لامحالة كنوع من أنواع التعبير السائد عند العرب.
ويدل على ذلك ما في صحيح البخاري : " لا تقومُ الساعةُ حتى يَكْثُرَ فيكمُ المالُ ، فيفيضَ ، حتى يُهِمَّ رَبَّ المالِ من يَقْبَلُ صدقتَهُ ، وحتى يعرِضَهُ ، فيقولَ الذي يعرضُهُ عليهِ : لا أَرَبَ لي ."
فهذا منطبق على زمن مضى وخصوصا زمن الخليفة العادل عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه لما كان الرجل يخرج صدقته فلا يجد من يأخذها. وهو تصديق ما في آخر الحديث من قوله " لا أَرَبَ لي ". بخلاف آخر الزمان الذي ورد انه يكثر فيه الحرص على الدنيا ولا تكاد تجد فيه من لا يقبل مالا معروضا، فلا يستقيم إذن حمل هذا الحديث على آخر الزمان لوجود تناقض.
وفي في صحيح مسلم أيضا :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أليَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ، حَوْلَ ذِى الخَلَصَةِ وَكَانَتْ صَنَمًا تَعْبُدُهَا دَوْسٌ فِى الجَاهِلِيَّةِ، بِتَبَالَةَ. "
قال النووي في شرح مسلم :
(( أَمَّا قَوْلُهُ أَلَيَاتُ فَبِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَاللَّامِ وَمَعْنَاهُ أعجازهن جمع ألية كجفنة وجفنات والمراد يضطر بن مِنَ الطَّوَافِ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ أَيْ يَكْفُرُونَ وَيَرْجِعُونَ إِلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ وَتَعْظِيمِهَا وَأَمَّا تَبَالَةُ فَبِمُثَنَّاةٍ فَوْقُ مَفْتُوحَةٌ ثُمَّ بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ مُخَفَّفَةٌ وَهِيَ مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ وَلَيْسَتْ تَبَالَةُ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ وَيُقَالُ أَهْوَنُ عَلَى الْحُجَّاجِ مِنْ تَبَالَةَ لِأَنَّ تِلْكَ بِالطَّائِفِ وَأَمَّا ذُو الْخَلَصَةِ فَبِفَتْحِ الْخَاءِ وَاللَّامِ هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ حَكَى الْقَاضِي فِيهِ فِي الشَّرْحِ وَالْمَشَارِقِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ أَحَدُهَا هَذَا وَالثَّانِي بِضَمِّ الْخَاءِ وَالثَّالِثُ بِفَتْحِ الْخَاءِ وَإِسْكَانِ اللَّامِ قَالُوا وَهُوَ بَيْتُ صَنَمٍ بِبِلَادِ دَوْسٍ.)) اهـ.
فهذا أيضا يدل على عبادة حقيقية للأصنام كحال الجاهلية بالضبط. ومن المستبعد تعلقه بآخر الزمان - رغم ذكر الساعة فيه - لتقدم الحضارة وانتشار وسائل التوعية التي فتحت عقول الناس أكثر فأكثر وأبعدتهم عن مثل ذلك التخلف العقلي السائد في عهد الجاهلية بشكل يستغرب معه أن يعبد الناس صنما في آخر الزمان كما في عهد الجاهلية، ناهيك عن ذكر الحديث لعبادة صنم بعينه من جملة أصنام الجاهلية يبعد بقاؤه إلى آخر الزمان.
ولا يقال إن البوذيين الان يعبدون الاصنام فهذا حال قوم درجوا على ذلك منذ القدم وتربوا عليه منذ الصغر حتى شربته عقولهم. بينما يتكلم الحديث عن تحول وانتقال جذري يصعب تصديقه في حق من لم يكن بوذيا أصلا.
والخلاصة : أن حمل عبادة الأوثان في حديث الترمذي على عبادة القبور من غير دليل مرجح، هو نوع من التحكم في النصوص بالهوى، وخصوصا مع وجود أدلة قوية لحمل ذلك على ما وقع في زمن الصحابة رضوان الله عليهم لمَّا كان جملة من ضعاف العقول والايمان على ما يكفي من التذبذب والتزلزل للرجوع إلى عاداتهم وعباداتهم القديمة بمجرد سماعهم لموت النبي صلى الله عليه وسلم.
فإن أبى الخصم إلا أن يرفض هذا الترجيح القوي عنادا، فلا يسعه بحال أن ينكر كونه من الاحتمالات المسقطة للإستدلال. طبقا للقاعدة الأصولية المعروفة " إذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال "
فليتق الله من يتجرأ على تفسير كلام النبي صلى الله عليه وسلم بالهوى والخيال بعيدا عن الدليل والمنطق الراجح. حتى لا يكون من جملة الكذابين عليه صلى الله عليه وسلم ولا يخفى ما في ذلك من وعيد شديد.
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى