يا آدم مرضتُ فلم تعدنى..الدلالة والمغزى

**عبد الودود** · 03/07/2014

إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا بن آدم مرضت فلم تعدني
(قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني. فقال: يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا بن آدم، استسقيتك فلم تسقني. قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه؟ أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي)

يلتزم إخواننا ممن يأخذون بظاهر الأحاديث والآيات بغير تفويض ولا تأويل بمبدأ أن التأويل بدعة وأن الأصح والأسلم هو اتباع الآية والحديث كما جاء بغير صرفه عن وجهه الذى جاء به
ولكن هذا الحديث المتقدم يدحض مبدأهم هذا ويلزمهم أن التأويل وارد في كلام الله تعالى بنص هذا الحديث الذى لا يصح شرحه إلا بالتأويل وقد أبانه تعالى
أما احتجاجهم بان الله تعالى قد ابان لنا المراد من هذه الصفات التي لا تليق به تعالى ووضحها لنا ،هذا الكلام لا يغير من حقيقة أن التأويل لبعض كلامه تعالى وعدم أخذه على ظاهره وارد وليس ممتنعا والحديث الذى بين أيدينا حجة فى هذا الباب
وإلا فما معنى حم والم والمر ويس وغير ذلك مما جاء فى أوائل بعض سور القرآن الكريم ؟؟ هل هى مشروحة فى القرآن او حتى فى الأحاديث ومعلومة لنا ؟ ولكن بعض علمائنا قد اجتهد فى الوقوف على بعض اسرار هذه الفواتح وركب من هذه الأحرف قولا زكيا " نص حكيم قاطع له سر " وهو اجتهاد فحسب
ولما احتجنا لتفسير كتابه العزيز إلى أقوال وآراء علماء التفسير إذا كان ما بالقرآن يؤخذ ما به كما هو على ظاهره ؟
والله تعالى اعلم

**عبد الودود** · 03/07/2014

حـــــــــــول الحـــــــــــديث :

مما يسترعى الانتباه بهذا الحديث هو الحوار بين العبد وربه فالله تعالى يقول للعبد : مرضتُ فلم تعدنى فيقول العبد : يا رب كيف اعودك وأنت رب العالمين "

وكان الرد المناسب مع جلال الله أن يقول : وكيف تمرض وأنت رب العالمين على سبيل الاستبعاد والاستحالة على أن يتطرق إلى الله تعالى مثل ذلك، ولكن العبد يسأل ربه مستعلما عن كيفية عيادتة تعالى فيكون بذلك قد أقر ــ بغير أن يدرى ــ بما اخبر الله عبده عن نفسه على سبيل المجاز وليس الحقيقة
وربما يكون سؤال العبد مولاه على سبيل إقراره بعجزه عن فعل ذلك حيث أنه عبد حقير والله تعالى رب عظيم فلا قدرة له على عيادته !!وفى كلتا الحلتين هو مخطئ
ونفس الكلام يمكن أن يقال عن الاستطعام والاستسقاء
وهذا العبد إما أن يكون من عامة الناس ممن لم يكن له حظ من علم ولا فقه ، أو هو ممن كانوا على علم ولكنه يشبه ويمثل مولاه بخلقه
فالحمد لله على نعمة الهداية

يا آدم مرضتُ فلم تعدنى..الدلالة والمغزى

يا آدم مرضتُ فلم تعدنى..الدلالة والمغزى

رد: يا آدم مرضتُ فلم تعدنى..الدلالة والمغزى

للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل

التسجيل

تسجيل الدخول