التصوف والجهاد بقلم أنس السلطان
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- الإمام الربانيالاعضاء الجدد
- عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 22/07/2014
يظللنا شهر رمضان هذا العام بظلاله الطيبة وأمتنا تعاني ما تعانيه في مصر وفلسطين والعراق وليبيا والشام وغيرها من بلاد الدنيا .
وشهر رمضان من الشهور العظيمة المشمولة بما ورد في الأثر عن الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم إذ يقول: {ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها، فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة من نفحات الله لا يشقى بعدها أبدا} .
وهذه النفحات الزمانية يفهم البعض أن المطلوب فيها هو اعتزال الحياة والناس والجلوس في الخلوات والمحاريب للتفكر والذكر والعبادة وفقط ، وأن الحال الأمثل للمسلم في رمضان هو السكون والخمول والهدوء واللطف إلى آخر هذه القائمة الطيبة ، وأن الحركة والنشاط والجهاد والبذل والخدمة والتضحية وغيرها من الصفات تناسب شهورا أخرى من شهور العام غير شهر رمضان .
وهنا يأتي السؤال عن التصوف وخصائصه وسماته وعلاقته بهذه المجموعة الأولى من الصفات والتعلقة بالخمول
والسكون وغيرها.
ما هو التصوف ؟
وما علاقته بالجهاد ؟
وهل هو من المحمودات أم من المذمومات ؟
هذا ما نحاول الإشارة إليه في هذه العجالة !
سألت أحد مشايخي يوما عن التصوف الحق وأين أجد أهله ؟ فقال: إنما التصوف الحق في أهل الجهاد !
هؤلاء الذين باعوا أنفسهم لله هم الصوفية على الحقيقة فليس التصوف دروشة وخمولا وانسحابا من سنة التدافع التي سنها الله تعالى لعباده في ميادين الحياة.
نبدأ إذا بالسؤال الأول : ما هو التصوف ؟
وجواب ذلك أن التصوف هو ثلث الدين الوارد في الحديث المعروف بحديث أم السنة ، وهو حديث جليل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع مقاصد ومعاني السنة المشرفة في إجابة ثلاثة أسئلة لرجل أتى رسول الله سائلا عن أمور قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم إنها هي الدين ، فسأل الرجل عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان ، وتحدث شراح الحديث في هذا بكلام مهم منه أن الله تعالى خلق الإنسان مركبا من أجزاء ثلاثة هي الجسد والعقل والقلب ، وأن الروح هي السر الإلهي المحرك لكل ذلك ، أما الجسد فيفعل وأما العقل فيفكر وأما القلب فيشعر ، وقد سأل السائل عن الإسلام وكان الجواب بأفعال قال العلماء بعد ذلك إنها علم الفقه ، ثم سأل عن الإيمان وكان الجواب بأفكار قال العلماء بعد ذلك إنها علم العقيدة ، ثم سأل عن الإحسان وكان الجواب بشعور قال العلماء بعد ذلك إنه علم التزكية ، (أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) هذه خلاصة علم التزكية وهذا هو التصوف.
أما السؤال الثاني عن علاقته بالجهاد فوثيقة جدا ، إذ أن التصوف وهو مقام التزكية والتربية والإحسان فإن الإمام المتبع فيه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد تربى الصحابة وتزكت نفوسهم في حضرة المدرسة النبوية المكرمة وهم في ساحات الجهاد وبذل الأرواح والأموال في سبيل الله ، فهذة التربية المتحركة المتفاعلة مع ما حولها الحاملة لرسالة ربها سبحانه تنشرها في الآفاق هي التربية المحمدية الحقة وليست التربية المنسحبة المنهزمة التخاذلة المضيعة لذروة سنام الإسلام .
{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
رمضان إذا هو شهر التربية والتزكية والإحسان بالعزة والكرامة والجهاد في سبيل الله
وإن الله ناصر دينه ولو بعد حين
فاستبشروا ببيعكم
#رمضان_كريم
#غزة_حرة
الإثنين, 14 يوليو 2014 12:51
- كاتبالاعضاء النشطاء
- عدد المساهمات : 35
تاريخ التسجيل : 07/05/2014
تسرني رؤيتكم هنا سيدي.
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير على هذا الموضوع القيم.
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير على هذا الموضوع القيم.
كاتب كتب:تسرني رؤيتكم هنا سيدي.
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير على هذا الموضوع القيم.
استسمح الاخ الامام الرباني على هذه المداخلةت واقول الاخ الكاتب كيف حالك ان شاء الله بخير
- كاتبالاعضاء النشطاء
- عدد المساهمات : 35
تاريخ التسجيل : 07/05/2014
شكرا جزيلا على تفقدك لأحوالي أخي الحبيب.ابن ال حمد كتب:استسمح الاخ الامام الرباني على هذه المداخلة واقول الاخ الكاتب كيف حالك ان شاء الله بخير
أنا بخير ولله الحمد ولكن المشاغل كثيرة ولا تسمح إلا بإطلالات قصيرة وسريعة من حين لآخر.
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى